اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 301
السيد العالم الناسك جلبي أفندي المفتي بحلب على مذهب الحنفية سابقا «1» ، والسيد أبو المواهب مفتي الشافعية بحلب، والسيد طالب الرفاعي البصري، والسيد يونس الأدهمي، والحاج محمد بن هاشم البغدادي، والحاج محمد بن قاسم البصري، فانبسطنا وحمدنا الله الذي أطعمنا مثل هذه الأطعمة التي هي عزيزة في الحضر. وأهل العلى صورهم قبيحة لا دمّ في وجوههم، أكثرهم عور، وقد شاع عند الحجاج انهم يتجرأون على قتل الإنسان ونهب أمواله، وليس بصحيح، بل الذي يفعل ذلك عرب عنزة «2» ، يستخفون (174 أ) بين النخيل والأشجار، فإذا مر بهم الحاج المنفرد قتلوه وسلبوه، وأما أهل العلى فلا يخرجون من بيوتهم إلى خارج القرية إلا القليل، خوفا على أنفسهم من عسكر الحاج، فتبقى الحدائق خالية من الناس، فتأتي الأعراب فيكمنون فيها ويفعلون القبائح، فيظنهم الذي لا علم له ولا خبرة أنهم أهل العلى، حاشا لله، فهم قوم مسلمون يقيمون الجمعة والجماعات، ويؤوون من انقطع من الحجاج، ويقومون بأودهم كما شاهدته عيانا.
[آبار الغنم]
وخرجنا بعيد الظهر، ونزلنا آبار الغنم، وهي أرض إلا أن فيها آبارا كثيرة، ماؤها عذب إلا أنه ردىء، سميت بذلك لكثرة ما حول الآبار من بعر الغنم لأن الأعراب ينزلون فيها، ويوردون أغنامهم منها، فتبعر الأغنام حوالي الآبار، ولقد شاهدت البعر حواليها كثيرا جدا، وبعضهم يقول آبار غنم بدون ال، ولعل ذلك منسوب إلى غنم بفتحتين، بن تغلب بن وائل «3» أبو حي، والله أعلم. وفيها قلعة عمّرها في عصرنا المرحوم سليمان باشا ابن العظم، وفيها حراس من الجند كل سنة يبدلون ويأتي غيرهم كسائر القلاع والمسافة خمسة [فراسخ] ونصف فرسخ «4» .
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 301